بقلم :مي مجدي
التنمر بمعني إستغلالك لمواقع التواصل الاجتماعي بشكل سئ وإيذاء شخص بطريقة عدائية وتشويه سمعته والافتراء بالكذب والترويج للشائعات بدافع من الحقد والغيرة والكراهيه.
الشخص المتنمر يتبع سياسه الاستهزاء والتقليل من ضحيته عن طريق التعليق له بسخرية او نشر صور له دون علمه او إنشاء حساب مزيف بأسمه وبث محتويات غير أخلاقية
او استغلال معلومات وبيانات عنه لإيذاءه وإلحاق الضرر به.
والتنمر يصل بصاحبه الي العزله وقد يفكر في الإنتحار ومما لا شك فيه ان الايذاء النفسي أشد ضرر من الايذاء الجسدي.
انتشر مؤخرآ عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للتنمر عن الطفل الافريقي “جون مانو” الطالب بالصف الرابع الابتدائي وتعرضه للسخريه والاستهزاء من زملائه تحت مسمي احنا بنهزر معاه ولكن تنمرهم يعد شكل من أشكال البلطجة.. … و الايجابي هو الاستجابه السريعه والقبض علي الطلاب المتنمرين ليكونوا عبرة لغيرهم….ولأخذ الحيطة يجب الوقوف علي اسباب انتشار هذه الظاهرة ودراستها ووضع حلول للحد من إنتشارها في مجتماعتنا.
ففي رأيي الشخصي أن الشخص يصبح متنمر نتيجة تعرضه للتنمر في محيطه المجتمعي وتعرضه لظروف اسريه وماديه و اجتماعيه وضغوط نفسيه مما يؤدي لتحوله وإدمانه لسلوكيات عدوانيه في تعامله مع الاخرين وإسقاط ما بداخله من قهر وعنف واستبداد مع عدم شعوره بالذنب أو تأنيب ضمير لممارسته التنمر بل يسيطر عليه الرغبه في الأنتقام .
فأكثر ضحايا التنمر هم المراهقين نظراً لكونهم في مرحلة عمريه فارقة لم يكتمل نموهم العقلي والنفسي مع ضعف قدراتهم للتعامل مع مشكلاتهم وممارستهم للتنمر كنوع من انواع الانتقام .
وللحد من هذه الظاهرة يجب بث الوازع الديني والعقيدة في النفوس منذ الصغر والتربية في جو أسري سوي بعيد عن العنف والأستبداد فإذا مارس أحد الوالدين التنمر علي أبنهم فالنتجة ان الابن فسوف يمارس التنمر علي زملاءه .
فيجب علي الاباء تعزيز ثقة الطفل بنفسه وإرشاده لكيفيه التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبته لما يشاهده من محتوي قد يؤدي الي نشر العنف بداخله فنحن نعاني من تدني الذوق الفني وما يعرض من افلام ومسلسلات تحرض علي البلطجة والعنف والتقليد الاعمي لها.
وللمدرسه دور رئيسي في تدريب المعلمين كيفيه التعامل مع حالات التنمر داخل الفصل الدراسي وتأكيد دور المعلم فهو القدوة لطلابه في أقواله وأفعاله ولكن للأسف قد نري بعض من المعلمين وليس الكل أنه أول من يمارس التنمر علي تلميذ لديه لمجرد ان وزنه زائد أو انه لم يفهم شرحه أو لأي سبب ما والاستهزاء به امام زملاءه داخل الفصل وبالتالي يقوم التلميذ بممارسه التنمر علي زملاءه كنوع من انواع الانتقام لذاته بل انه قد يقوم بإغتياب المعلم بالتنمر عليه وينفر التلميذ من الذهاب للمدرسة….. ويكون المعلم بدون قصد سبب من اسباب انتشار ظاهرة التنمر.
ومنذ فترة بدأت حملات توعيه في مقدمتها حملة «أنا ضد التنمر» وتعد أول حملة قومية بمصر لحماية الأطفال من التنمر وذلك من أجل الحد من جميع اشكال العنف المنتشرة في مجتمعاتنا.
ويمكن للأطفال الذين يتعرضون للتنمر الاتصال بخط نجدة الطفل 16000 حتى يتم تقديم المشورة لهم من خلال استشاريين متخصصين في مثل هذه الحالات.
كما يتم استقبال بعض الحالات التي تستدعي لإجراء عدد من جلسات الدعم النفسي من خلال غرفة للمشورة النفسية الصديقة للطفل بمقر المجلس القومي للطفولة …ونحن نأمل في القضاء علي مثل هذه الظواهر التي تضر بمجتماعتنا.
أحدث التعليقات