بقلم القيادي العمالي صلاح الانصاري
كان الدور الرئيسى فى انتصار أكتوبر للقوات المسلحة، بما قدمته بكفاءة عالية فى القتال، ومباغتة العدو وعبور القناة ثم خط بارليف، إلا أن المدنيين كان لهم دور أيضاً فى هذا الانتصار، وكل ما هو مدنى كان له دور سواء أفراد أو مؤسسات أو هيئات، بشكل مباشر أو غير مباشر.ووصل تلاحم أبناء الشعب مع قواتهم المسلحة إلى أن سالت دماؤهم سوياً على الجانب الغربى للقناة، ، ولم يقتصر دور المدنيين على الأفراد بل امتد ليصل الشركات الوطنية الكبرى، مثل شركة الحديد والصلب وغيرها.
فبعد نكسة 1967، بدأت القيادة السياسية فى إصدار قراراتها بتعيين قيادات جديدة للجيش، وإصدار تعليماتها بسرعة إعداد جيش قوى قادر على استرداد الأرض المحتلة، وكان لهذه الحرب استعداد كبير، بدأ بعد النكسة مباشرة، وكانت المعضلة هى كيفية كسر القوة الجوية للعدو والتى تعد متطورة وقوية، فتقرر بدء بناء حائط الصواريخ على طول الضفة الغربية لقناة السويس، وفى أعماق متفاوتة ومدى نيرانى مختلف.
وكان لشركة الحديد والصلب دور هام فى بناء حائط الصواريخ.ننقل شهادة المهندس علي مرسي وهو من المهندسين الذين عاصروا وشاركوا في بناء القطاع العام الصناعي، وقد اكتسب خبرات طويلة في تخطيط وإدارة الإنتاج في الصناعات المعدنية قبل أن يتولى رئاسة شركة الحديد والصلب.يقول علي مرسي “لقد احتجنا – أثناء حرب الاستنزاف – إلى 100 ألف طن من حديد التسليح لبناء قواعد الصواريخ، وكانت السرعة في الحصول على هذا القدر من حديد التسليح أمر حياة أو موت.
وفي نفس الوقت كان الالتجاء إلى الاستيراد أمرًا غير مضمون، فضلاً عن ضرورة توفير حجم كبير من النقد الأجنبي – وهو في حد ذاته أمر صعب – فإن الإلحاح على سرعة التوريد سيرفع السعر.وأيضًا قد لا يتحقق رغم هذا وصول الحديد بالكمية المطلوبة في الوقت المحدد.ولكن بفضل وجود شركة الحديد والصلب، وبفضل سيطرة القطاع العام على هذه الشركة، كان ممكنًا أن يصدر الأمر فتحول كل الجهود وتركز طوال الليل والنهار، لتلبية احتياجات الأمن القومي.
وقد حدث هذا بالفعل، بل لقد كان متصورًا أن تسلم كل الكمية خلال 120 يومًا.فسلمت بعد 40 يومًا فقط “وكما يقول علي مرسي” لو أن قيام صناعة الحديد والصلب في مصر لم يحقق غير هذا العمل لكان ذلك كافيًا لتبرير الاستثمار الكبير الذي تم في هذه الصناعة،
أحدث التعليقات