رئيس التحريرأميرة عبدالله

القادري يلتقي المشاركين في اجتماع الأمانة العامة الرابع للاتحاد العربي للنفط والمناجم والكيماويات المنعقد بدمشق

القادري يلتقي المشاركين في اجتماع الأمانة العامة الرابع للاتحاد العربي للنفط والمناجم والكيماويات المنعقد بدمشق

التقى جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال اليوم المشاركين في اجتماع الأمانة الرابع للاتحاد العربي للنفط والمناجم والكيماويات الذي عقد اليوم في المعهد العربي بدمشق.

وقال القادري إن هذا الاجتماع وإن كان على هامش المشاركة في الملتقى الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية له أهمية ومدلولات ومضامين كبيرة، فجميعنا عايش الظروف القاسية التي مرت بها سورية والأمة العربية في كل أقطارها على امتداد السنوات الثماني الماضية في ما سمي بـ “الربيع العربي” المشؤوم الذي حاول أن يضرب كل مكونات الأمة ويلغي تاريخها تنفيذاً لمخطط عدواني لئيم هو مشروع الشرق الأوسط الكبير الهادف إلى تقسيم المنطقة على مقاس الكيان الصهيوني العنصري.

ولفت القادري إلى أن الأعداء حاولوا خلق الصراعات بين مكونات الأمة، لأن ما يميز أقطارنا هو نسيجها الاجتماعي الذي يمثل فسيفساء جميلة عاشت من خلالها شعوبنا بأمان وسلام وأخوة مطلقة، لذلك حاولوا إثارة النعرات الطائفية والإثنية والعرقية، لكي يتفرغوا لنهب ثروات الأمة وضرب مصالح وتطلعات شعوبها بعرض الحائط، مشيراً إلى أهمية دور المنظمات النقابية التي تمثل الشرائح الأوسع في مجتمعاتنا العربية لتحقيق التضامن العربي في حده الأدنى، بغض النظر عن الخلافات بين الحكومات،

اضاف: يجب أن يكون دائماً دورنا جامع في مواجهة أي معوقات والبحث عما يجمعنا لا ما يفرقنا، وتنحية الخلافات جانباً والتركيز على ما يمكن الاتفاق عليه لكي نبقي واقع تضامننا ولو كان في حدوده الدنيا.وأضاف القادري إن سورية تعرضت لهجمة إرهابية شرسة وخاضت حرب وجود بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ومن يعتقد أنها واجهت مجموعات من الإرهابيين فقط هو مخطئ تماماً، فسورية واجهت حرباً عالمية شاركت فيها أكثر من 80 دولة ومن لم يشارك من هذه الدول في تمويل الإرهاب، شارك في الحرب الإعلامية أو السياسية والاقتصادية والحصار الاقتصادي الذي دفع ثمنه ولا يزال عموم الشعب السوري.وأكد القادري أن سورية انتصرت بصمود شعبها الاسطوري المذهل، هذا الشعب الذي تعرض للقتل والتهجير وأبشع أنواع الجرائم التي يندى لها جبين البشرية من قبل العصابات الإرهابية المسلحة التي ما هي إلا أدوات رخيصة بيد القوى صاحبة المشروع الأساسي، ومع ذلك صمد الشعب العربي السوري والجيش العربي السوري البطل، وهو جيش معد لحرب جبهات ومواجهة “إسرائيل” هذا الكيان الصهيوني الغاصب المستلب للحقوق العربية.

وأوضح القادري أنه اليوم بصمود شعبنا وبسالة جيشنا وحكمة قيادتنا وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد، تجاوزنا القطوع الأكبر من هذه الحرب، ونحن على أبواب تحقيق الانتصار، ولاشك أننا دفعنا فاتورة عالية جداً من دماء أبنائنا ومن اقتصادنا ومواردنا، لكن كل ما دفع لا يقاس بما كان مخططاً لسورية من تقسيم وتفتيت كي تكون رأس جسر لمشروع الشرق الأوسط الكبير، بعد أن عجزوا في لبنان بدعم سوري، وبعد أن فشلوا في العراق أيضاً بفضل الدعم السوري لأشقائنا هناك، وحاولوا في سورية وفشلوا أيضاً وسيفشلون في كل الأقطار العربية.وخاطب القادري الحضور بالقول: أنتم اليوم مدعوون للمشاركة في الملتقى النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية الذي يقيمه الاتحاد العام لنقابات العمال بالتعاون مع الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب واتحاد النقابات العالمي، ونأمل أن يتطور هذا الملتقى ليكون منتدى نقابياً عالمياً شبه دوري كل سنتين، فقد أقمنا المؤتمر النقابي الدولي الأول في العام 2015 والثاني 2017 واليوم الثالث في العام 2019، ونحن نحاول أن نؤسس لملتقى نقابي عالمي له أسسه وتقاليده الراسخة وتوجهه إلى جانب الشعوب دائماً، وعاماً بعد عام نشهد توسعا في المشاركة والمشاركين في هذا الملتقى الذين جاؤوا من كل القارات والدول بغض النظر عن اللون والانتماء والموقف السياسي، ليتضامنوا مع عمال وشعب سورية في وجه الحرب والحصار والتدخلات.

ولفت القادري إلى أن سورية كانت تنتج قبل الحرب ما يعادل ثلاثة أضعاف احتياجها من القمح، ولديها اقتصاد متعدد مصادر الدخل من صناعة وزراعة وسياحة ونفط ، لكن ظروف الحرب أثرت بشكل كبير على الاقتصاد السوري، لأن تناغماً تم بين الأفعال الإجرامية للعصابات الإرهابية المسلحة والحصار الاقتصادي الجائر الذي فرضته بعض الدول، موجهاً الشكر للأشقاء والحلفاء الذين وقفوا إلى جانبنا وكانوا صادقين معنا.

اكد ان أحد تجليات هذه الحرب كانت على الليرة السورية، حيث انخفضت قيمتها ووصل التضخم إلى معدلات عالية، وانخفضت قيمة القوة الشرائية لليرة إلى أكثر من عشرة أضعاف، وهذا ما أدى لتآكل القدرة الشرائية للدخل، بالتالي يواجه عمال سورية اليوم صعوبات كثيرة في تأمين احتياجاتهم، لكن مع ذلك ومنذ اللحظات الأولى كان موقف عمال سورية واضح من هذه الحرب، بأنهم إلى جانب الوطن والدولة خلف الجيش العربي السوري والقيادة الحكيمة للرئيس بشار الأسد، لأننا كعمال نمثل أوسع فئة في المجتمع وأكثرها فقراً وارتباطاً وتجذراً بتراب الوطن.

اضاف القادري: أنتم تسمعون كثيراً عن الهجرة والنزوح، وعلى منبر منظمة العمل في جنيف خاطبنا الدول المتداخلة في الحرب على سورية وقلنا أكثر من مرة أنتم من أسأتم للأمن في سورية وأخليتم به، أعيدوا الأمن والأمان إلى سورية وفكوا الحصار الاقتصادي ولن تروا سورياً يغادر البلد من غير إرادته، هؤلاء السوريين غادروا هرباً من جرائم العصابات الإرهابية المسلحة، ولأسباب اقتصادية ولانعدام الأمن في مناطق كثيرة سيطر عليها الإرهابيون بصورة مؤقتة، فليرجع اليوم العالم الذي تآمر وخطط ولا يزال، للمساهمة في إعادة الأمن، فالأوروبيون يشكون من مشكلة هم سببها، فليتوقفوا عن دعم الإرهاب ويرفعوا الحصار الاقتصادي عن سورية، وعندها السوريون سيعودون بشكل تلقائي ولا يوجد سوري يرغب بالبقاء خارج بلده.وختم القادري حديثه بالقول: مرة أخرى أرحب بكم وأشكر تواجدكم في دمشق، وهذه الاجتماعات في هذا المقر بالذات “المعهد العربي للثقافة العمالية” هي بداية مشجعة لإعادة الروح لمؤسسات العمل النقابي العربي المشترك.

المصدر : “صوت عمالي في الجمهورية العربية السورية”

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©