المسرح الكوميدي يستعيد هويته الضائعة برائعة رسائل العشاق
- اخبار , رياضة وفنون وثقافة
- 30 نوفمبر 2019
- d M Y
- 3345 مشاهدة
ناصرعبدالحفيظ يكتب : عندما تستعيد منارة فنية في مصرنا الحبيبة بريقها وزهوتها تحضر بقوة البرق وبسرعة الريح جنود القوي الناعمة لمواجهة التطرف الفكري وقوي الظلام وعندما يقدم على خشبة مسرح هذه المنارة الإبداعية عرضا في قمة الروعة والجمال والحيويه الفكرية والتألق الروحي فأنت لاتواجه قوي الشر فقط بل تطردها وتطرد معها كل ما هو ردئ رحم الله الأستاذة الدكتورة نهاد صليحة سيدة النقد المسرحي وأنا أتتلمذ على يديها في قراءة العمل الفني عندما كانت تقول : كل من يقف على خشبة المسرح أنا أحبه . عاش أبو الفنون بهذه الكتيبة الخاصة القتالية المتفانية جدا جدا النخبه التي قدمت عرضا مسرحيا سيعيش في ذاكرة المسرح المصري والعربي كثيرا وسيكون له نصيب الأسد في الحضور الجماهيري وردود الأفعال النقدية الإيجابية و الإعلامية والصحفىه محليا وعربيا ، توقفت كثيرا بين ثنايا العرض اقارن مخزون العروض التي شاهدتها في ذهني محليا ودوليا من قال أن نساء من الزهرة ورجال من المريخ هو أيقونة لعلاج المشاكل المزمنه بين الذكر والأنثى أدعوكم جميعا لمتابعة صناع الإبداع المصري الذين يخبرون الجميع أن مسرحنا بشيوخ مهنته وشبابه بخير والمقارنه بين الروايه الأكثر مبيعا في العالم والأكثر قراءة وبين ما شاهدته في رسائل العشاق ستصب في صالح الثانية ستكون من نصيب الكاتب المصري صاحب الحضارة التي تضرب جذورها كشرايين تعيد مجد القديم وتتحدي الزمن لم أدرك أن محمد إبراهيم كاتبا ومخرجا يمتلك هذه الدرجه من الحس الفكاهي و الإبداعي وهذا الكنز الدفين سوي عندما شاهدته بالأمس يقدم سيمفونية مصرية عربية ويحرك ادواته الاخراجية بهذا القدر المرعب الممتع المبهج ، العناصر التمثيليه تحتاج وحدها صفحات لنعطي كل بطلة وبطل من أبطال العرض جزء بسيط من حقهم والتي سنتحدث عنها لاحقا في سطور أخرى. لايختلف اثنان على أن المشاهدة الأولى للعمل الفني دائما ما تكون للمتعة فقط وفي معظم الأحوال تكون انطباعيه ويأتي التحليل والتدقيق للارتقاء بالصناعة المسرحية بعد المشاهدة الثانية أو حتى العاشرة خاصة عندما يكون العرض بالروعه التي تجبرك على العوده اليه لاستنشاق جمالة الف الف مره، هذا العرض لاتستطيع المشرحه النقديه أن تضعه تحت أطر منهج محدد ولاتستطيع تعليبه في مدرسه من المدارس المسرحيه لانه بإختصار عمل يستدعي لدي المتلقي الدهشه الطفوليه ويكشف الحقائق بشكل غير تقليدي و يقدمه فريق عمل لا يعمل من أجل ” السبوبه” أو النحت ” بلغة السوق الدرجه بل هم فريق من المغامرين المقاتلين الشجعان يسبحون في روح ووجدان وقلب خامتهم الفنيه ويمزجونها بطقوس وإشارات وتحولات المسرح أبو الفنون بصدق و بعشق واندهاش طفولي. أحيي رئيس البيت الفني للمسرح الفنان إسماعيل مختار ومدير المسرح الكوميدي النجم إيهاب فهمي على هذا النجاح و الإبداع والرقي والمدد الذي دفعوا به منارة من منارات المسرح المصري للأمام رغم كل العقبات التي وضعت في الكواليس فلاشئ يهم لأن الإنطلاقة التي بدأتم بها اليوم تجربتكم كانت بفضل الله وحوله وقوته قويه مدويه عبر عنها جماهير الحضور بكافة أشكال العشق لكم جاء نجاح العرض بحرصكم وعشقكم وتفانيكم فهنيئا للمسرح المصري عودة الكوميديا الراقيه لمسرح كان قد فقد هويته وإنطفأت شعلته منذ أعوام من ضمن رسائل العشاق التي نطق بها الفنان القدير النجم مفيد عاشور ” ما أجمل قطعة السكر أعطت كل مالديها حتى ذابت وإختفت” طعم العرض لن ينطفي بداخلي وبداخل كل من يشاهده عبقرية البساطه والتلقائيه والحضور حركات الجسد وإيماءته وعضلات الوجه وتعابيرة ورغرغة العيون وتساقط دمعاتها وابتسامات وضحكات هذا الغول الفني مفيد عاشور تضعك أمام نجم من نجوم قلما يجود بمثلهم المسرح خامه فنيه أصيلة ونهر من الإبداع المتدفق الذي لاينضب مفيد عاشور في هذا العرض مدار تدور في فلكة ثمانية مواهب تنتمي إلى المعادن الثمينة كنوز مصر الإبداعية كل بإسمه وبعطائه ، رغم معرفتي بكون نجوم العرض من خريجي أكاديميتنا العريقه اللا أنك ستندهش عندما تجدهم وهم يتنقلون في إنسيابية بين الشخصية والأخرى والاندهاش الأكبر هو لياقتهم الجسدية في آداء الإستعراضات كما لو كنت تقف أمام براعة باليرينا وخريج معهد الباليه. إذا كان هناك تجربه مسرحيه قدمت لتعالج أمراض الواقع المعاش بين الزوجين فإن صناع العمل باستدعائهم لجلال الدين الرومي وخلفيتهم الحضاريه قبل كل شئ يعالجون الازمات مهما كبرت ويضعون وقار وحضور جلال الدين الرومي أمام عقل وروح شباب الجيل المعاصر للوصول إلى حلول حقيقيه ناعمه وسلسله وبعيده كل البعد عن الوقوع في فخ الخطابة والمباشرة التي يتساقط فيها مواهب الكثيرين على خشبات مسارحنا في هذا العرض حتى الكوميديا لها لون و َطابع ومذاق خاص من منكم ياسادة أحب يوما ولم يذق طعم السعادة للحديث بقيه بعد تكرار مشاهده العرض للمره الثانيه والثالثه وربما المئه لالقاء الضوء على تقنيات أخرى داخل عرض أبسط ما يقال عنه أنه العمل الفني الثرئ والمدهش الملئ بالاشارات والدلالات المنفتح على عتبات الروح المحبه واللامتناهي في عطاء رسائل عشقه لقد أصبحت محبا لا أملك الا كلماتي التي أستعير بعضا مما كتبه الشاعر المسرحي الكبير عبد الرحمن الشرقاوي : بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النيل البشري وأضيف وبعض العروض قلاع شامخه يستعيد بها مسرحنا المصري عافيته فهنيئا لأنبل تجربة شاهدتها خلال الفترة الأخيره على خشبات مسارحنا وهنيئا لكل جنود العمل خلف الكواليس وعلى الخشبة أعدتم بهجة أبو الفنون. العرض يقدم فى تمام الساعة 8 مساءا على مسرح ميامى وسط البلد ” رسايل العشاق ” من إنتاج وزارة الثقافة البيت الفنى للمسرح , فرقة المسرح الكوميدى ’ المسرحية ألحان وغناء الفنان على الهلباوى بطولة الفنان القدير النجم مفيد عاشور ونخبة من المبدعين الشباب . آسر على، لمى كتكت، زينب العبد، يارا المليجي، عبدالله صابر، جورج أشرف، ريم المصري موسيقى وألحان وغناء النجم على الهلباوى تصميم إستعراضات وتدريب مناضل عنتر فريق الإخراج هايدي العسال، محمد عبدالشافي، مروي حسن، هبه السقا، احمد صبري تأليف وإخراج محمد إبراهيم
أحدث التعليقات