رئيس التحريرأميرة عبدالله

تمنيت ان اصاب” بالجنون ” لكي يستريح عقلي

تمنيت ان اصاب” بالجنون ” لكي يستريح عقلي


بقلم : أميرة عبداللــه


كم تمنيت لمرات كثيرة أن أصاب بالجنون أو أجد من يقر بأنني بالفعل “مجنونة ” بشهادة رسمية لكي يستريح فكري وعقلي…فالجنون أحياناً كثيرة يكون راحة للعقل بدلاً من إرهاقه بالتفكير… وأحياناً أخري يكون راحة من الصدامات الكثيرة بأصحاب النفوس المريضة المليئة بالحقد والغل والغيرة التي تصل بهم لتِشويه صورة شخص أو أشخاص بل وإتهامه بأبشع وأقذر الإتهامات التي قد تودي بمستقبله في لحظة ولا يعترفون بخطأهم ولا بما وضعوا غيرهم فيه… بل يسعون إلي قلب الحقائق بشتي الطرق وبمنتهي الدهاء اللاأخلاقي وبدلاً من أن يعترفوا بما فعلوه يجعلوا من غيرهم جاني ومتهم بكل اللغات ويتغاضي من حولهم بل ويغضوا البصر عن أخطائهم الذين يرونها جميعاً ويعرفونها حق المعرفة…. إلا أنهم يخدعون أنفسهم ويكذبون ويصدقون كذبهم ويصبحون ” عمي .. صم .. بكم” … لا لشئ سوي أن يظهروا بمظهر يليق بالأقنعة التي يرتدونها ويتعاملون بها مع من حولهم فهم لايرون سوي أنفسهم وليذهب الآخرين للجحيم …!!
ذهبت في زيارة سريعة لأحد مصحات ” الأمراض النفسية ” لكي أعرض نفسي علي أحد المتخصصين لكي يفحصني ووجدتها فرصة أعايش فيها المرضي هناك وأسمعهم وأعرف مالأسباب التي أوصلتهم لهذا المكان…..؟؟!!!!

والمفاجآة أنني وجدت أغلبهم ليسوا مرضي… بل وجدت أشخاص النقاء بداخلهم أكبر من الحقد والغل والكراهية التي عايشتها في الخارج.

وفي هذه اللحظة أدركت أن أغلب من يطلق عليهم ” مرضي نفسيين ” لم يستطيعوا مواجهة تلك النفوس المريضة حولهم وفضلوا العزلة داخل آسوار مصحة علي التلوث الذي ينتشر في ” النفوس ” فتمنيت أن أستكمل حياتي معهم.

ولكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه لقد تركني الأطباء أرحل ولم يقروا بجنوني للأسف بل أعطوني بعض المهدئات التي قد تساعدني علي تحمل بعض البشر الغير أسوياء وضغوط الحياة من حولي ..!!!
رأيت تلك الأفعال حولي في أماكن عديدة لدرجة جعلتني أحلم كل يوم بل كل لحظة أن أصاب بغيبوبة طويلة تجعلني أفقد الوعي بل وأفقد القدرة علي التفكير والرؤي حتي لاآري تلك الوجوه الصفراء والقلوب السوداء والتي لايعرف الحب طريقاً لها ولن يعرف إلا إذا عادوا إلي أنفسهم واعترفوا بأخطاءهم وبما فعلوه علي مدار سنوات عمرهم وواجهوا أفعالهم البغيضة وأخرجوا الحقد الدفين الذي إستوطن في قلوبهم وتمكن منهم وجعلهم لايطيقون أحداً ولا يتحملون أن يروا أحداً ينجح في أي موقع لأن نجاح أي شخص غيرهم يذكرهم بضعفهم وفشلهم وقبل كل ذلك يعودون الي الله جل جلاله وفي هذه اللحظة فقط قد يستطيعون التقدم للأمام بالحب وبالإتحاد وليس بالحقد وعلي أنقاض غيرهم.

فالنجاح عادة يأتي بالإجتهاد والحب وليس بالكراهية وسوءالخلق والطعن في الخلف وهم لايدرون أن من يطعنه الأخرون في الخلف يتقدم بتلك الطعنات آلاف الخطوات للأمام .
ولنتذكر جميعاً حديث رسول الله ” لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حتى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسه ”

رواه البخاري ومسلم .

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©