بقلم:دكتور عبدالله المصرى
شهر المحرم أول شهور العام الهجرى ،ورأس السنة الهجرية ، وهذا الشهر له وجود بارز وهام في حياة الأمة الإسلامية ، وذكريات وتأملات ، ودروس وعبر ينبغي أن تتعلمها الأمة وتعيها لتسير بهديها إذا أرادت أن تحيا حياة كريمة في الحياتين الدنيا والآخرة ، فالإحتفال بعيد رأس السنة الهجرية من كل عام يذكرنا بحادثة الهجرة يوم شاء الله ( عز وجل ) لنبيه وحبيبه ( عليه الصلاة و السلام ) وصحابته الكرام ( رضي الله عنهم أجمعين ) أن يهاجروا برسالة الإسلام ودعوة الحق من مكة الي يثرب ( المدينة المنورة ) ليؤسسوا المجتمع الإسلامي ويضعوا أسس ودعائم دولة الإسلام التي خرجت منها بعد ذلك قوافل النور والهداية للدنيا بأسرها .
وهنالك حقيقة يجب أن نعيها وهي أن هجرة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لم تكن في أول المحرم ولا في آخر ذى الحجة وإنما كانت في شهر مولده ووفاته ( صلى الله عليه وسلم ) أى في شهر ربيع الأول أو ربيع الأنور ، وهذه حقيقة تجعل الحديث عن الهجرة لا وقت له بل في أى وقت من العام ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لم يهاجر في أول المحرم وإنما أول المحرم هو أول العام الذى ارتبط عند العرب والمسلمين بأنه أول شهر في ترتيب شهور السنة الهجرية القمرية التي تمت فيها الهجرة ولهذا عرف بالتقويم الهجرى أو التقويم العمرى نسبة الي عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) صاحب التقويم .
واعتبر الفاروق عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أن شهر المحرم أول شهور العام في تقويم المسلمين ،والعام الأول في تاريخهم وبعدها تسلسلت الأعوام ، فينبغي أن نعلم هذا حتي لا يكون هناك خلط بين حدث الهجرة في ربيع الأول وبداية العام الهجرى في أول المحرم ، أما الهجرة في ذاتها فهي حدث مهم يمكن الحديث عنها في المحرم وغيره باعتبار أن شهور العام كلها يمكن أن نتناولها بالحديث عنها بل أن نتحدث عن كل أحداث الإسلام في التاريخ الإسلامي .
ومع بزوغ فجر عام هجرى جديد أهنئ الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها ، وأزيد علي هذه التهنئة تهنئة أخرى لشعب مصر بمناسبة ذكرى الفتح الإسلامي العربي لها بعد سقوط الإسكندرية في يد محرر مصر من الروم ..سهم الله .. القائد الفاتح عمرو بن العاص ( رضي الله عنه ) الذى أتم فتح حصن بابليون في غرة المحرم ٢٠ هجرية / ٢١ديسمبر ٦٤٠ م صلحا وعقد معاهدة الصلح مع المقوقس ومنحه وأهل مصر العهدة العمروية ، ثم توجه بعدها الي الاسكندرية العاصمة الرومانية لمصر وفتحها عنوة في ٢٧ ذو القعدة ٢٠ هجرية / ٨ نوفمبر ٦٤١ م ….. وكل عام أنتم بخير .
أحدث التعليقات