حكايات من زمن فات….زيارة السادات للقدس.. صاحبه فيها وزير العمل” سعد محمد احمد” لاقرار السلام
- اخبار , اقتصاد وصحة وتعليم , برلمان وسياسة واحزاب , شئون عمالية وعربية ودولية
- 09 سبتمبر 2019
- d M Y
- 3761 مشاهدة
يقدمها لكم : القيادي العمالي صلاح الانصاري
ما نقدرش ننسى اعتداء اسرائيل على مصنع ابو زعبل ولا مدرسة بحر البقر ولا غارات العمق فى مصر.
في الصباح الباكر قبل شروق شمس يوم 12 فبراير عام 1970، شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارة على العاملين في مصنع أبو زعبل بالقاهرة، على الرغم من أن معارك حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل كانت محصورة في المواقع العسكرية في جبهة القتال.
يتبع المصنع الشركة الأهلية للصناعات المعدنية، وكان في المصنع 1300 عامل وقت حدوث الغارة. اسفرت الغارة عن استشهاد سبعين وأصيب 69 عامل، واحتراق المصنع.
والجدير بالذكر ان النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية اصدرت كتيب بعنوان ” امريكا قتلت عمالنا” غطت فيه احداث الاعتداء الغاشم على عمالنا ومصنعهم.
برغم زيارة السادات للقدس لطرح مبادرته حول السلام مع اسرائيل ودون الدخول فى تحليلها سياسيا ؛ وما يهمنا اثارها على الواقع النقابى العربى والموقف النقابى المصرى.
وسردا للحقائق الموثقة والتى كنت شاهدا عليها…تأزمت العلاقات المصرية عقب زيارة السادات للقدس وكذلك العلاقات بين الاتحاد العام لنقابات عمال مصر وبعض الاتحادات القطرية فى دول الرفض… وقتها أكد اتحاد عمال مصر انه لاوصاية على مصر فى تحركها من أجل السلام.. واصدر بيان شجب فيه كل التحركات العميلة والمشبوهة من جانب بعض الانظمة العربية والمواقف المتخازلة لبعض الاتحادات العمالية القطرية… وأن ما اقدم عليه السادات لايمثل خروجا على مقررات مؤتمرات القمم العربية.. وقد اتخذ مجلس ادارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر قرارات بقطع علاقاته النقابية مع الاتحادات العمالية التي سايرت حملة التجريح ضد مصر ـ كما اعلن الاتحاد العام رفضه القاطع للبيانات الصادرة منهم حول زيارة السادات للقدس وفى المقابل قرر تشكيل عدة وفود للسفر لكل من الكويت ولبنان والاردن والسودان والمغرب والصومال وموريتانيا لشرح موقف الحركة النقابية المصرية من مبادرة السلام.
وهكذا يتضح ان الاتحاد العام لنقابات عمال مصر فى ذلك الوقت اتخذ موقف المساند لنظام السياسة المصرى فى قضية السلام.
ومع بداية الثمانينات اتخذ الاتحاد العام خطوة لتهدئة الاجواء مع جبهة الرفض منتهزا الاحتفال بالعيد الفضى لاتحاد نقابات عمال مصر دعى فيه ان يكون الاحتفال ؛ احتفال العمال العرب لاستعادة وحدة الصف العمالى العربى والارتفاع به فوق مستوى الخلافات السياسية الوقتية . جريدة العمال 23/3/81…وفي هذا التوقيت لعب سعد محمد احمد الله يرحمه الذى دور الوزير والنقابى باقتدار و صاحب السادت الى القدس وفى نفس الوقت كان يؤدى دوره كنقابى وفى مؤتمر العمل الدولى 1981 ادان سعد محمد احمد سياسة اسرائيل الاستطاتينية فى الاراضى العربية المحتلة وتعارضها مع القانون الدولى… واوضح الاتحاد أنه أيد مبادرة السادات لاحلال السلام العادل فى الشرق الاوسط وكذا اتفاقيتى كامب ديفد ومعاهدة السلام فيما يتعلق باقرار الحكم الذاتى وعروبة القدس وغيرها.
والجدير بالذكر ان سعد محمد احمد اعلن فى انعقاد اول جمعية عمومية بعد زيارة القدس انه سافر كوزير وليس كرئيس اتحاد نقابات عمال مصر ؛ وكانت هذه الجمعية تاريخية حيث بينت حجم الرفض من قبل اعضائها واخرين حيث ارتفعت اعلام فسلطين على شارات معلقة على الازرع وبدجات للقدس علقت على الصدور ؛ اشارة الى رفض الزيارة ورفض مبادرة السلام. وبما انى عاصرت تلك الفترة وعاصرت طبيعة تفكير المدرسة النقابية فى ذلك الوقت.. وهنا سؤال وهو :هل يتحمل القادة النقاببين الجدد مواقف من سبقوهم ؟ واتحدث هنا عن السلام بين مصر واسرائيل وموقف اتحاد نقابات عمال مصر حيث اتخذ الاتحاد العام للعمال موقف المساندة للنظام السياسى المصرى فى كل جهوده وتحركاته لاقرار السلام منذ بدء مباحثات فض الاشتباك بين القوات عقب حرب 1973 ومرورا بمحاولات الوصول الى تسوية سلمية حتى معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية.
وعندما اتخذ السادات ؛ قرار زيارة القدس 1977 ؛ ايد الاتحاد العام للعمال هذا التحرك ووصفه بانه علامة هامة على طريق السلام العادل وان السادات باتخاذ هذا القرار يسلك سلوك العصر فى حل المنازعات حلا سلميا وعادلا واكد البيان ان الحروب المتواصلة استنزفت جهود العمال العرب وعمال مصر بصفة خاصة وقد حان الوقت لحل القضايا بالتفاهم وادخار كل طاقة تصبح اضافة الى قوى الامة العربية واستبقاء لحياة الملايين من العمال.( جريدة العمال فى 20/11/1977 تحت عنوان نقف وراء القائد من اجل السلام ).
واصدرالاتحاد بعد ذلك بيانا ايد فيه اتفاقية كامب ديفيد – وشهد ممثل عن الاتحاد توقيع الاتفاقية – وجاء فى البيان ان كامب ديفيد فتحت الابواب امام السلام الدائم والعادل وانها الاساس الصلب لتحرير الارض العربية المحتله واقرار حقوق الشعب الفلسطينى وكذلك أيد معاهدة السلام معلنا ان التنظيم النقابى على استعداد لمواجهة كل حملات التشكيك.
وفى هذا الشأن اصدر بيانا بتاريخ 16/4/1979 تضمن الاطروحات التالية :- ان معاهدة السلام خطوة ضرورية وهامة على طريق اقرار السلام العادل فى الشرق الاوسط ووضع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى على الطريق العملى لكى تصبح واقعا عمليا فى حياة المواطن الفلسطينى يحرره من حرب الشعارات والمظاهرات .- ان معاهدة السلام هى التطبيق القانونى والعملى لقرار مجلس الامن 242 الذى يلزم اسرائيل بالانسحاب من الاراضى العربية المحتلة .- تمهد معاهدة السلام الطريق امام الشعب المصرى لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية …وفى نهاية البيان أكد الاتحاد تأييده التام لمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية وأن عروبة مصر ذات جذور عميقة وانها جزء لا يتجزأ من الأمة العربية ؛ وأن المواقف الانفاعلية التى صدرت دون دراسة موضوعية من البعض …لمزيد من التفاصيل راجع كتاب العمال والسياسة للدكتورة هويدا عدلى رومان رقم الايداع 93/5715
أحدث التعليقات