رئيس التحريرأميرة عبدالله

رحلتي مع الحديد والصلب من الـ20 إلى الـ60 (4)

رحلتي مع الحديد والصلب من الـ20 إلى الـ60 (4)

القيادي العمالي صلاح الانصاري يكتب رحلتى مع الحديد والصلب من الـ20 إلى الـ60 (4)

وفي الحلقة الرابعة اعرض “لقطات انتخابية”
البرنامج المطلبى الاقتصادى والديمقراطى
سمات غالبة على البرامج الانتخابية فى الحديد والصلب ؛ كا الوجبة الغذائية ؛ والمطالبة بأولوية التعيين لأبناء العاملين ؛ وحق اللجنة النقابية للانضمام الى النقابة العامة من عدمه وغيرها من المطالب .
لكن كان هناك صوت اخر لفت الانتباه ؛ وهو صوت العامل المرشح ” سعد شلبى ” وهو يسارى من الافران العالية ؛ والذى كتب على الجدران بالبوية ” لا لمد مياه النيل الى اسرائيل ” وكانت هذه اول مرة فى الشركة يتناول البرنامج المطلبى مطالب سياسية ؛ وتم القبض عليه ؛ لكنه حصل على اصوات لابأس بها.
من المعلوم أن الجانب الإسرائيلى فى محادثات كامب ديفيد قد اقترح أن يكون هناك تعاون مشترك بين مصر وإسرائيل فى مشاريع مشتركة لتطوير موارد مباه النيل .
وكان الطلب الإسرائيلى يشتمل كذلك أن يتم تحويل 1 % من من مياه النيل لإسرائيل عبر أنابيب تمر تحت قناة السويس لكى تحول ما يعادل 8 مليارات متر مكعب من مياه النيل سنويا الى اسرائيل لري صحراء النقب . وقد وافقهم السادات على ذلك بدليل أنه أعلن فى حيفا للجمهور الإسرائيلى أنه سوف ينقل مياه النيل لصحراء النقب فى إسرائيل بقناة سماها قناة السلام ووعدهم بأن تصل تلك القناة الى القدس أيضا . .. بل إن السادات بعث لمناحيم بيجن بخطاب يقول له فيه : ( إننا شرعنا فى حل شامل للمشكلة الفلسطينية وسوف نجعل مياه النيل مساهمة من الشعب المصرى بإسم ملايين المسلمين كرمز خالد وباقى على إتفاق السلام . وسوف تصبح هذه المياه بمثابة مياه زمزم لكل المؤمنين أصحاب الرسالات السماوية فى القدس . ودليلا على أننا رعاة سلام ورخاء لكافة البشر. ) وقد تم نشر نص هذا الخطاب فى مجلة أكتوبر الأسبوعية فى عددها بتاريخ 16 / 1 / 1979 م تحت عنوان مشروع زمزم الجديد . وهو وعد من لا يملك لمن لا يستحق . وقد طلب السادات عمل دراسة جدوى دولية لتوصيل مياه النيل الى القدس ولما اهتاج الرأي العام .. ألقى مصطفى خليل (رئيس الوزراء المصري) بياناً أنكر فيه هذا الموضـــوع قائلاً: “عندما يكلم السادات الرأي العام يقول: أنا مستعد أعمل كذا فهو يعني إظهـــار النية الحسنــــة ولا يعني أن هناك مشروعــاً قد وضــع وأخـذ طريقه للتنفيذ !!.

ومن الاشياء الطريفة التشكيك فى الاسماء ؛ بمعنى هذا مسلم وذاك مسيحى ؛ وتتلخص القصة الطريفة بنزول نشأت عطية من ادارة مراقبة الوقت ؛ ومجدى رمزى من المسبك وأبراهيم بباوى من قطاع النقل ؛ وعلى الفور غير نشأت عطيه اسلوب الدعاية وكتب ” الحاج نشأت عطية ” وكتب مجدى رمزى ” مجدى رمزى عبد الحميد ” وسكت ابراهيم بباوى وهو مسيحى ونجح فى الانتخابات!
اما عن التقاء المرشحين بالعمال فكان يتم بعدة طرق ؛ منها المرور على الاقسام و الدعاية وقت الانصراف فى اتوبيسات الشركة ؛ وعقد الندوات داخل الاقسام بمساعدة بعض المهندسين ؛ مثل المهندس ” اسكندر ” فى الماكينات وكان غالبا ما يتم اللقاء المباشر فى الوردية الثالثة ؛ وايضا المهندس ” سمير ربيع” فى الشبكات الكهربائية وكان يرتب اللقاءات بعد عودة العمال من عملهم خارج الادارة ؛ لنعرض برامجنا وافكارنا ” حضرت انا وكمال عباس ومحود بكير هذه اللقاءت وكانت مثمرة .
ومن العناصر المؤثرة فى الانتخابات و”هم اشبه بالدعاه” أو موجهى العمال فى الانتخابات ؛ كان ” فرج محمد فرج ” فى التوسعات ؛ و عمنا “محمود مطر ” فى المسبك و ” محمد نزار” من الورشة العمومية ؛ وكان لكل قطاع مفتاح مؤثر ؛ مثل عم صالح فى قطاع الدرفلة على البارد وحسن عنتر فى الكراسى فى نفس القطاع وايضا ” حسن صابر ” فى الدرفلة على الساخن ؛ وهكذا فى معظم القطاعات.
وايضا كان من العناصر المؤثرة فى توجيه الناخبين ؛ هى العناصر النسائية مثل ” المرحومة بثينة قطب ؛ والسيدة نجوى ابراهيم والسيده امال رفاعى وغيرهن . وبمناسبة النساء كانت المرأة العاملة تخوض الانتخابات وقد مثلت العمال فى مجلس الادارة السيدة ” سعاد محمد على ” وخاضت الانتخابات ايضا السيدة ” سامية الصعيدى”.
كانت اساليب الدعاية هى الكتابة على الجدران واللافتات القماش والبرامج فضلا عن توزيع اذكار الصباح والمساء وامساكية رمضان ؛ و”أية الكرسى” وكان ذلك بغرض ان يحتفظ بها العمال ليتذكروا المرشح؛ مرة كتبت ” بسم الله الرحمن الرحيم على البرنامج الانتخابى ؛ قابلنى المهندس “احمد ابو رية” رحمة الله ؛ فى الورشة العمومية ونبهنى انه ممكن الورقة تترمى على الارض فبلاش البسملة على المنشور الانتخابى .
وللحديث بقية……!!

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©