بقلم : زينب الجندي استشاري تدريب ومدرب تنمية موارد بشرية
بقراءة العنوان يظن البعض أن الحديث سيكون مثلا عن أزمة الإسكان أو عن مشروع سكنى اقتصادى جديد ولكن فى هذا المقال أقصد المعنى اللغوى لكلمة السكن وهو الهدوء والملاذ الآمن والايجار لأننا جميعا مؤجرين من المالك العظيم سبحانه و تعالى الى أن ينهى سبحانه وتعالى مدة الإيجار بفضلة ورحمته .
يقول سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز “ومن آيآته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة و رحمة ؛إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون ” سورة الروم (21) .
ويعنى هذا أن الإنسان جعل للإنسان ما يشبع حاجته الأساسية وهى الأمن والآمان وفى سورة قريش يقول سبحانه وتعالى ” الذى أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف ” .
ومن أمثالنا الشعبية الكثيرة التى توضح الحمد على قليل الطعام مع الاستمتاع بالأمن و الأمان فمثلا ” لقمة هنية تكفى ميه ” فالإحساس النفسى للإنسان بالآمان يجعلة يستطعم النعم و يستنشق الهواء بهدوء ويلمس كل ما فى خياله ويجعله واقعيا فينمو الأمل والطموح فيكون الإنسان شباب على طول طالما فى مدة الإيجار فدائما وأبدا يكون الإنسان بين جناحى العبادة وهما ( الخوف و الرجاء ) .
وهنا نتساءل إن كان الأمر هكذا فلماذا عزوف الشباب عن الزواج سواء متيسر ماديا أو معسر ,متعلم أو غير متعلم , فى سن العشرينات أو الثلاثينيات ؟؟
ولماذا تباعد الإخوة عن بعضهم بحجة كل واحد يقدر على حاله ويحرموا أولادهم من إحساس السكن والآمان بعزوتهم ؟؟ ولماذا يبعد الأولاد عن والديهم المسنين وهم فى أشد إحتياجهم لإحساس السكن والملاز الآمن فى آخر أعمارهم ؟؟
ولماذا بناتنا خائفات من القدوم على الزواج كأنهن سيلقوا أنفسهن فى التهلكة ويحرمن من إحساس السكن و الرحمة ؟؟
فالأسئلة كثيرة وما سبق ذكره مجرد أمثلة لواقع يحتاج كثيرا من الأمل والثقة فى خالقه لأنه متكفل بأمره طالما يسكن الى نهاية مدة إيجاره سبحان الملك الرزاق.
أظن أن الإجابة على معظم هذه الأسئلة تكمن فى إنعدام الرغبة فى تحمل المسؤليات مع الإستسلام لليأس والإحباط مصحوبا بالخوف من المجهول وأخيرا وليس بآخر هيا نشغل السكن الخالى ونجبر صلة الأرحام ونعمر البيوت بالمودة والرحمة ومنها إعمار الأرض.
يقول تعالى:-“هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروا ثم توبوا
إليه ,إن ربى قريب مجيب ” سورة هود (61)
وأرجو من الله أن يسدد خطانا لما يحب ويرضى ويمن علينا برحماته وبركاته.
أحدث التعليقات