بقلم:القيادي العمالي صلاح الانصاري
زيارة إسحاق نافون لمصر
في 24 أكتوبر من 1980م، زار رئيس إسرائيل إسحاق نافون، مصر عقب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وزيارة الرئيس المصري محمد أنور السادات للقدس.
المعروف أن اسحاق نافون هو الرئيس الخامس للكيان الصهيونى بين السنوات 1978 – 1983 , وهو مدير مكتب دافيد بن جوريون فى 1952 , استجاب نافون الى دعوة الرئيس الراحل أنور السادات , وزار جمهورية مصر العربية فى 24 اكتوبر 1980 , أنور السادات وصفه بالكلمات (ملىء قلوب الشعب المصرى ) ؟ وفى سبتمبر 1979 عند زيارته لحيفا كان يصفهم الأصدقاء وأبناء العم؟
لكن عمال مصر وعمال الحديد والصلب خاصة كان لهم رأى أخر
ففى الدورة النقابية 1979 – 1983 وهى الدورة النقابية التى جاءت بعد زيارة السادات للقدس فى 20 / 11 / 1977 .. وأستخدم السادات فى خطابه أمام الكنيسيت واصفا اسرائيل ( الخصوم ) بدلا من الأعداء ..
الرئيس الاسرائيلى إسحاق نافون أثناء زيارته لمصر فى اكتوبر1980(كان يُلقب بـ”رائد التطبيع الثقافي” مع العرب، وهو أول رئيس إسرائيلي يزور مصر، بعد توقيع اتفاقية السلام.)
خلال زيارته للقاهرة في أكتوبر عام 1980، حظي نافون باستقبال حار من الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، كما ألقى خطابًا باللغة العربية أمام البرلمان المصري .. ويتم استقباله (رسميا) واصطحابه في موكب من مطار القاهرة وحتى قصر عابدين، ثم استقباله في منزل الرئيس وإقامة مأدبة عشاء له مع الوفد المرافق له، وتنظيم عدة زيارات له لبعض المناطق السياحية وتنظيم حفل يتخلله بعض الرقصات احتفاءا به، ثم استقباله في ثالث أيام الزيارة في منزل السادات الريفي في مسقط رأسه بميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، وهي الزيارة التي عرضت على الهواء على التليفزيون المصري في محاولة لكسر الحاجز النفسي بين الشعب المصري وبين الصهاينة.
وفى شهر نوفمبر 1980 وكان برنامج الزيارة يحوى .. زيارة نافون لشركة الحديد والصلب بحلوان وكان مقرر ان يكون المرافق لزيارته للشركة أحمد العماوى رئيس النقابة العامة للبترول والكيماويات وعضو مجلس ادارة الأتحاد العام لنقابات عمال مصر , والذى أصبح بعد ذلك وزيرا للعمل , وكان رئيس مجلس ادارة الشركة فى هذا الوقت , هو المهندس فؤاد أبو زغلة , وكان رئيس اللجنة النقابية هو سليمان ادريس تسرب الخبر الى العمال فتم توزيع بيان برفض الزيارة داخل المصنع وقام بتعبئة العمال كل من محمد الديب , مصطفى سلطان , كمال عباس ومصفى نايض ويوسف رشوان؛ وغيرهم للضغط على اللجنة النقابية برفض الزيارة والتى كان مقررا اجتماع نافون مع اللجنة النقابية وادارة الشركة .. وأمام هذا الموقف رفضت اللجنة النقابية لقاء نافون استنادا الى قرارات النقابة العامة للصناعات الهندسية وكذلك الاستناد الى قرارات الجمعية العمومية لأتحاد العمال برفض التطبيع
وبناء عليه الغيت الزيارة وحقق عمال الحديد والصلب موقفا وطنيا يحسب لهم ولم يدنس أسحاق نافون أرض الحديد والصلب
فى هذه الدورة النقابية كنت عضوا فى مجلس ادارة النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية وفى شهر فبراير وبالتحديد فى 10 / 2 / 1980 أجتمع مجلس ادارة النقابة برئاسة سليمان محمد ادريس نائب أول رئيس النقابة وحضور الزملاء جمال الطرابيشى , عبد العظيم أبو هولة , ابراهيم خطاب ,محمد على فارس , جلال حسنين , محمد عبد الله نجم , فايز محمود الكرتة , صلاح الأنصارى , نيازى عبد العزيز , أحمد زيان , فاروق هارون , فاروق السيد على , فتحى البرماوى , فتحى عبد اللطيف , شوقى فرغلى , فرحات خليل زيدان .
وأعتذر عن ةالحضور سعيد جمعة على رئيس النقابة ( لمرضه ) , يحيى عبد الهادى سرور ( لأداء العمرة ) كما أعتبر عيسى المهدى معتذرا لعدم امكان ابلاغه .
وناقش المجلس موضوعات من أهمها :
• العلاقة مع الهستدروت ..
ناقش المجلس موصوع التطبيع , على اعتبار أن العلاقات مع اسرائيل سوف تطور حتما الى تطبيعا بين المنظمات الشعبية , وأنتهى المجلس الى مايلى :
- أن مصلحة عمال مصر وموقفهم المبدئى والتاريخى تفرض وتحتم التريث والتعقل فى اقامة اى نوع من العلاقات والأتصالات الا بعد أن يسترد الشعب
العربى الفلسطينى حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة وما يستتبع ذلك من اقامة اتحاد عمال فلسطين فوق التراب
الفلسطينى المتحرر , حيث أنه ليس من المعقول أن تقوم علاقات طبيعية بين العمال المصريين والأسرائيليين فى الوقت الذى لازالت فيه أجزاء عزيزة غالية من مصر وبعض الدول العربية تحت الأحتلال العسكرى الاسرائيلى - ينبغى الا نتجاهل أو ننسى حقيقة الهستدروت ( اتحاد عمال اسرائيل ) عند التفكير عند مناقشة اقامة أى علاقة معهم من حيث المبدىء فالهستدروت :
- ليس منظمة عمالية بقدر ما هو منظمة سياسية واقتصادية بالدرجة الاولى . فيضم فى عضويته عمال وفلاحين وموظفين وأصحاب أعمال , كما أنه يمتلك أكبر المصانع والمزارع وشركات السياحة والطيران .. الخ فى اسرائيل ..
- أنه المنظمة التى تبنت اقامة المستوطنات ( الكيبوتزات ) بهدف عسكرى فى مواجهة الحدود العربية .. ولا يسمح للعمال العرب بالأرض المحتلة بالأنضمام لعضويته .
- أنه نواة جيش الدفاع الاسرائيلى ودعامته .
3 – مطالبة الاتحاد العام لنقابات العمال بسرعة مناقشة الموضوع والاستماع الى رأى القواعد العمالية للتوصل الى موقف موحد حيال هذا الموضوع الهام وذلك قبل اتخاذ اى موقف قد ينجم عنه اثارة ا بلبلة على ضوء هذه التحليلات .
( انتهى الاجتماع )
ومما هو معروف أن هذا الاجتماع عقد قبل عقد الجمعية العمومية لاتحاد نقابات – مما هو معروف أيضا أن رئيس النقابة سعيد جمعة على عضو مجلس الشعب عن دائرة شبرا الخيمة ( حزب وطنى ) قد شهد توقيع اتفاقية كامب ديفيد فى 1978 فى واشنطن .
وزيادة فى المعاومات التاريخية : أن سعد محمد أحمد رئيس الاتحاد ووزير العمل سافر ضمن الوفد المصاحب للسادات فى زيارته للقدس .
عقدت الجمعية العمومية للاتحاد فى هذا العام ورفع الاعضاء اعلام فلسطين وعلقوا على صدورهم اشارات تفيد بعروبة القدس ..ولم تكن الحركة اليسارية فى معزل عما يحدث فكانت التجمعات امام باب الاتحاد ترفع علم فلسطين … وصرح سعد محمد أحمد رئيس الاتحاد فى جلسات الجمعية العمومية وبحضور الصحفى عزت سامى وامين طه مرسى ( انا سافرت الى اسرائيل كوزير ولو أسافر بصفتى رئيسا لاتحاد العمال ) وأخذت الجمعية العمومية قرارا بعدم التطبيع مع اسرائيل .
• ماقبل زيارة نافون لمصر ..
من المعروف أن دعوة اى رئيس دولة لزيارة دولة اخرى لاتتم بين ليلة وضحاها .. ولكن الموضوع ربما يأخذ شهور .. وفى وسط هذه الاجواء المشحونة كانت حملات الأعتقال تتوالى فى شكل تراتبى , وفى يوم الاحد 28 سبتمبر 1980 فى ذكرى وفاة جمال عبد الناصر , كان مقرارا أن يعقد مؤتمر سياسى لحزب التجمع فى ميدان حلوان يحضره خالد محى الدين .. ألغى الامن المؤتمر وتم القبض على اعضاء من حزب التجمع وكان من بينهم صلاح الانصارى وسيد عبد الراضى النقابيين بالحديد والصلب وأصدر حزب التجمع البيان التالى الى :
• الشرفاء من ابناء حلوان
• جماهير الطبقة العاملة بحلوان
• المنظمات النقابية والديمقراطية
بينما الشرفاء من أبناء مصر يستعدون لأحياء الذكرة العاشرة لرحيل الزعيم والقائد جمال عبد الناصر .. وفى فجر يوم هذه الذكرى ( الأحد 82 سبتمبر 1980 ) كان جهاز مباحث أمن الدولة يشن حملة اعتقالات ضد عناصر وطنية من أبناء مصر ومن بينهم من عرفتموهم فى مقدمة الصفوف المدافعين عن المصالح الأساسية للشعب المصرى وللطبقة العاملة المصرية الزميلين :
صلاح الانصارى محمد وسيد عبد الراضى حسن
ولعلكم تعلمون أنكم من خلالهم فرضتم ارادتكم الحرة والشريفة – رغم كل التدخلات الغير شرعية من جهاز المدعى العام الأشتراكى وأسقطم أهدار استقلالية التنظيم النقابى على ايدى الحزب الحاكم فى مصر الأن – وحكومته و اجهزته .. ولأنهم يلتزمون بما عاهدوكم عليه من ولاء شجاع وواع لمصالحكم … كان هذا الموقف الأخير منهم وذلك بالقاء القبض عليهم وايداعهم سجن طرة , ولأن الحزب الحاكم وحكومته لا تعنيه الأزمة التى يعيشها الموطن المصرى والعامل المصرى فالغلاء أصبح لا حدود له والديمقراطية تحولت على ألسنة هذا الحزب الحاكم الى مجرد ألفاظ تقال فى الميكروفونات .. ولالرتباط بأمريكا والصهيونية أصبحت مبعث فخر له .. وكان الموقف الأخير من الزملاء الشرفاء الذين لم ينصاعوا لسياسات هذا الحزب المعاكسة للمصالد الأساسية للشعب المصرى وطبقته العاملة .
أن الحزب الحاكم وحكومته وفور القاء القبض على الزملاء فجر يوم الاحتفال بذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر حصرت كل أهتمامها وجندت كل أجهزتها البوليسية لمنع حزبنا من عقد المؤتمر رغم حكم القضاء بحقنا فى اقامته … هذا الحزب الحاكم يستخدم كل الوسائل البوليسية ضد كل الشرفاء وكا ضد عمل يجسد الولاء للشرفاء من أبناء مصر ..
أننا أذ نحيى الزميلين فى نضالهم وكفاحهم ضد القهر وضد الاستسلام .. نؤكد على حق النقابيين والعمال الشرفاء فى الدفاع عن الحقوق المشروعة والدستورية ..
أن الأجراءات البوليسية ضد النقابيين لابد وأن تقف وتتوقف فورا .. وأننا تعبيرا عن الضمير الواعى للعمال , ندعو كل
المنظمات النقابية للأحتجاج على اعتقال النقابيين من وراء ظهر التنظيم النقابى ودون اعتبار له من جانب هذا الحزب الحاكم ونطالب بالأفراج الفورى عنهم ليتمكنوا من ممارسة حقهم فى مباشرة المسئولية النقابية ..
وعاش نضال الطبقة العاملة المصرية..
وعاشت مصر وطنا للحرية والاشتراكية والوحدة
تحريرا فى 16 أكتوبر 1980 حزب التجمع
عاش كفاح عمال الصلب
أحدث التعليقات