رئيس التحريرأميرة عبدالله

قلوب حائرة

قلوب حائرة

الزوجة… وبائعة الهوي

باب قصصي يقدمه لكم الكاتب الصحفي :أسامة القلا

لم تتجاوز العشرين ربيعا..لكنها تحمل فى جسدها أنوثة متأججة. .وعلى ملامحها جاذبية تثير الذعر فى معشر الرجال..صاحبة أنف أنقى وجبهة وضاءة وغمازتين يخطفان مجامع البصر.. صوت ساحر وتضاريس شهية مترامية الأطراف..تقول ملتاعة بصوت لا يخلو من الشجن: تزوجت بعد قصة حب قصيرة ولكنها عنيفة ..يبدو أن مصيرى قد قادني الية ..لم أكن ادرى أن القدر يخبئ لى هذه النهاية التى رسمتها بيدى من بدايتها.. نظرات حائرة بدأت بينى وبينه أودت فى النهاية إلى حب متسرع..حب هزيل مريض مصاب بالعطب..لم أكن استشعر ذلك فى بداية الأمر ولكن سرعان ما تكشف كل شيء عقب خمسة أشهر هى عمر زواج عابس..لم يمضى من الخمسة أشهر إلا شهر وأصبح زوجى لا يعرف شيئا فى حياته إلاانهماكه فى العمل ..لا يعرف سوى البحث عن النقود..يجمعها بشراهه..ونسى فى زحمة الحياة أن له زوجة..أصبح يعاملني وكأنني قطعةاثاث مهملة رغم أنها وضعت فى مكانها الصحيح..لم أكن أعرف كلمة “اللذة”التى عادة ما اقرأها فى الصحف والمجلات..او اشاهدها في مشهد ساخن حينما يصف كاتبها اللقاء الجسدى بين العشيقين..كنت أتعجب لهذا التوصيف فأنا ليس لى سابقة معرفة من قبل بلقاء الفراش السخى..كانت هذه اللقاءات فى برودة الثلج.. تأتى وكأنها كمبيالة واجبت الدفع..على الرغم من أن شيئا لا ينقصنى كأمرأة ..بل على العكس كنت سخية الأنوثة موفورة الخصب الشهى. .ولكن لم يتطلع زوجى لهذا الخصب المتأجج..عقب الشهر الأول من زواجنا لم اسمعه يتفوه بعبارة حب حتى ولو كانت كاذبة..لم يعرف أن قلب الانثي فى اذنيها..كم كنت اتمنى الاستحواذ علي هذا الكائن الفريد..الذى تصارع من حوله الجميع..وكأنه تحفة نادرة الوجود بداخل صالة مزاد..لكننى فشلت ..لم أكن يخيل لى أن شيئا قد يفرق بينى وبينه حتى الموت..كنت استعطفه فى مخيلتي. .ارجوه واتوسل الية..أن يأتيني فى لحظة واحدة يضمنى حتى يجمعنا سويا قبرا واحدا..لكننى استبد بى الجنون..لدرجة أننى ظننت اننا سنبعث سويا لنكمل انشودة حبنا الفريدة..كنت احيطه برعايتى التى أصيبت مؤخرا بالفتور..حتى سيطر علينا شبح الضيق والسأم لأتفه الأسباب..مشاحنات لا معنى لها سوى الكآبة..أصبح لايطيق وجوده فى البيت..عافني بعد أن كان يبيت فى عظامي..اهملنى وتركني وحيدة جدران تشمئز منها نفسى..اشفقت على مراتى ..تضرعت من اجلى وحتدتى..ساعات طوال كان يجلس فيها وكأن القدر سيكتب له الهلاك..أخذت ألملم ماتبقى من حبى لابدء معه من جديد لكنه كان يرفض توددى آلية ..اصبح قلم الروج وهو يجرى على شفتى كأنه سكين يمزقنى.. قطرات العطر حول عنقى كنيران تسرى فى أوصالى..سئمت كل اشيائي..انكرتنى ملابسى ومرأتى….تبدلت ملامح وجهى ..رفضت الأنثى التى بداخلي. لأننى فقدت من أحب..عقدت العزم على معرفة السبب الذى من أجله اهملنى زوجى..كدت اجن من كثرة التفكير..كثرت أوقاته خارج المنزل ..سألته ذات مرة عن السبب أجاب كاذبا انه فى العمل..أيقنت أن وراء الكذب مصيبة..استبدت برأسى أشياء كلما كانت تتراقص امامى كان يجن جنوني..تحترق احشائي ..هل يمكن أن يخوننى زوجى ؟ بات الشيطان فى راسى موسوسا .. اختمرت أفكار بداخلى ..خاصم النوم مضجعى حتى جاءني ابن عمى ليخبرنى أن زوجى تزوج من فتاة أخرى..لم أصدق حديثه ..نعم لا يمكن أن يفعل حبيبى ذلك المجون..أنه ما زال يحبنى..إنها سحابة صيف سرعان ما تتبدد كيف يترك هذا الجمال الطازج ويمضى لاخرى ..الجمال الذى لطالما لها لهث وراءه رجال شتى..ماالذي اقترفته يداي..ما تقصيري حتى يزج بى فى اقرب سلة مهملات.. لا أستطيع الاحتمال.. احساس بغيض أن تضمه امرأة غيرى تتنفس عطره ..ترى هل أخطأت فى حمقاتى معه ..نعم الان تذكرت كم كنت ألهو بهاتفى فى وجوده.. لم أطلب منه يوما التمتع بفراش العاشقين.. كنت ارضى بأقل القليل وهو لايهتم بشئ..نعم الجمال وحده لا يكفى.. كنت أرى فى عينية تشوقه لعاشقة ..بائعة هوى..لماذا لم أكن نساء الأرض كى أرضية. .

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©