مسرحة القصة.. قراءة في مجموعة لمحات من عبق التراث
- اخبار , رياضة وفنون وثقافة
- 30 أغسطس 2019
- d M Y
- 3016 مشاهدة
مسرحة القصة
قراءة في مجموعة لمحات من عبق التراث
مسرحيات نثرية
للأديبة نوال مهني في دار الأدباء
كتب: د. عبد الله المصرى
عقد صالون الشاعر السيد حسن ندوة أدبية بعنوان : ” مسرحة القصة عند الأديبة نوال مهني ” وأدار الندوة الشاعر السيد حسن و قام بمناقشة المسرحيات النثرية لمحات من عبق التراث للأديبة نوال مهني نائب رئيس مجلس إدارة رابطة الأدب الإسلامي العالمية فرع القاهرة و رئيس اللجنة الفكرية باتحاد الكتاب
الاستاذ الدكتور بسيم عبد العظيم أستاذ النقد والأدب
بقسم اللغة العربية
كلية الآداب..جامعة المنوفية قائلا:
تتكون مجموعة لمحات من عبق التراث من عشرين قصة في قالب المسرحية النثرية، وهي قصص من التراث العربي سواء في العصر الجاهلي كالمكافأة التي تحكي قصة الملك النعمان بن المنذر مع سنمار الذي كافأه على بناء قصره الفريد بأن رماه من فوقه حتى لا يبني مثله لأحد فضرب به المثل فقيل…جازاه جزاء سنمار…أو بعد الإسلام في العصر الأموي كقصة سعدى والخليفة الأموي أو في العصر العباسي كقصة المنصور والأصمعي التي دافع فيها عن حق الشعراء بقصيدته التي أعجزت المنصور..
صوت صفير البلبل
هيج قلبي الثمل
أو مستوحاة من عصر صدر الإسلام كقصة بائعة اللبن، وقصة ابن عمر والراعي.
أو مستوحاة من التراث الشعبي كقصة سيدي حمير التي تروى في كثير من البلاد بروايات مختلفة مؤداها حكاية المثل الشعبي…احنا دافنينه سوا.
أو من التراث الإنساني كقصة جحا مع الملك…تلك الشخصية العجيبة الملغزة والمحيرة التي تجمع بين الذكاء والتغابي أو التحامق…وهي موجودة في ثقافات متعددة ولغات مختلفة فهناك جحا العربي وجحا التركي…وقد كتب المرحوم العقاد كتابا بعنوان جحا.
وهكذا تنتقل بنا نوال مهنى بين حدائق التراث لنتنسم معها عبقه عبر هذه القصص النثرية الممسرحة العشرين، نلتمس من خلالها العظات والعبر ونتعلم الدروس التي تفيدنا في حياتنا.
وإذا أضفنا هذه المسرحيات النثرية إلى مسرحياتها الشعرية ودواوينها وكتاباتها للأطفال وكتبها النثرية عن قصيدة النثر وجنايتها على الشعر العربي وأوراق شاعرة، ورواياتها وقصصها القصيرة، نجد أننا أمام أديبة وكاتبة وشاعرة وباحثة…فهي اديبة شاملة ملتزمة بقضايا أمتنا العربية والإسلامية، لا تفرط في ثوابتها…ثم هي تمارس نشاطا أدبيا عمليا وقد تم تكريمها على مستوى مصر والعالم العربي وألفت عن أدبها كتب شاركت فيها ورسائل علمية.قراءة في كتاب ( لمحات من عبق التراث ) للأديبة القديرة نوال مهني.
ثم تناول الشاعر والناقد محمد الشراقوة الحديث قائلا :
عند الحديث عن هذا الكتاب لابد أن نذكر أولا أن الأديبة القديرة نوال مهني صاحبة إبداع راق في جميع مجالات الأدب وقد ساعدها تخصصها الأكاديمي في علم النفس أن تغوص في جوانب النفس الإنسانية محللة صفاتها ومشاعرها وطرق تفكيرها وبما أنها شاعرة في الأساس فحسها الشعري المرهف يسيطر على عدة أجزاء من هذا العمل.
وتدور المسرحيات حول فكرة الصراع بين ثنائيات عديدة نعيشها جميعاً مثل الحاكم والمحكوم، العدل والظلم، الفقر والغنى، الأمانة والخيانة، القناعة والطمع، الواقع والمأمول إلى غير ذلك من الصراعات الإنسانية وخاصة في بلادنا العربية .
ولنذكر بعض نماذج العمل :
- في مسرحية يحيا العدل نجد الواقع متمثلا دالا على ما نحياه من خلال الوزير الذي يقف حائلا دون استعانة الملك بأهل الحكمة والعلم ( الفيلسوف ) خوفاً من ضياع منصبه ونلاحظ ان الملك استجاب لمكر الوزير وتنازل عن رغبته في نشر العدل ونشر الفكر والعلم وهنا دعوة صريحة لكل القيادات أن يستعينوا بأهل العلم حتى تستقيم الأمور ويبدو ذلك من كلام الفيلسوف صفحة ٢٦ عندما يقول ( الحل يا مولاي يكمن في صلاح الحاكم أولا أي في نزاهته ويقظته وكفاءته في إدارة شئون الدولة )
- أما في مسرحية زين العابدين والفرذدق فيبدو من أحداثها مدى الحقد والحسد الذي يكنه أهل المناصب لأهل العلم والدين ومدى موقف الشاعر الذي يساند أهل العلم والدين بلا طمع في شيء وذلك عندما اشتد غيظ هشام بن عبدالملك وهو يرى الناس يفسحون المكان أمام الإمام زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم جميعا لأداء مناسك الحج ولا يستطيع هشام الوصول إلى الحجر الأسود من شدة الزحام ويزداد حقده وغيظه عندما يرى الفرذدق يمدح الإمام وهنا رسالة من الأديبة بأن حب الناس لا يأتي بالقوة وإنما بمدى أداء رسالة الإنسان بالعلم والدين والخلق وسعيه للناس كما يضرب الفرذدق مثالا للشاعر الذي يجب أن ينطق بالحق دون خشية من أحد وبلا طمع في شيء ما.
وهكذا في بقية المسرحيات تعتمد الأديبة على التراث لاسقاطه على واقعنا فهي تعلم بمدى أهميته ويوضح ذلك مدى تبحرها في قراءة التراث وايمانها بأهميته وقد نجحت الشاعرة في توصيل أفكارها وإمتاعنا بالأحداث كما أوردت نصوصا شعرية من تأليفها لبيان فصاحة أبطال المسرحيات
تحية صادقة للأديبة القديرة مع كل الأمنيات بدوام التقدم والنجاح .
أحدث التعليقات