بقلم / ناصر قنديل
ـ تداولت كثير من المواقع الإعلامية بطريقة الترويج مشاهد لما وصفته بانتفاضة شعبية بوجه الحكم المصري، وبمعزل عن تقييم حجم الظاهرة الاحتجاجية وعفويتها أو وقوف جهات منظمة وراءها، لا بدّ من تسجيل موقف مبدئي ينطلق من مسار مشاهد الربيع العربي وما خلفه على مستوى المنطقة، دون بخس أيّ تحرك احتجاجي عفوي حقه بالحرية والحماية وسماع صوته.
ـ ليس في مصر اليوم أيّ مشروع شعبي أو حزبي ناضج لطرح قضية الحكم من موقع يلتزم بالخيارات الاجتماعية التقدمية المنطلقة من مصالح الفقراء والكادحين، أو مشروع مواز ينطلق من الخيارات المقاومة، رغم وجود نخب محترمة تستحق التقدير تنتمي لهذين الاتجاهين، ووجود شارع يرتبط بوجدان تاريخي مع الحقبة الناصرية التي ترمز إليهما.
ـ أيّ اهتزاز سياسي وأمني في مصر عبر الشارع أو سواه يطرح علامات استفهام حول من يقف وراءه من القوى الخارجية الفاعلة القادرة على توفير الإمكانات اللازمة لتنظيم حملات إعلامية وتوظيف وسائل التواصل وبناء شبكات مهيأة للتحرك.
ـ أخذ مصر نحو الفوضى أو إعادة تظهير دور فاعل للأخوان المسلمين فيها يجب أن يشكلا خطاً أحمر لكلّ مصري وعربي حريص على مصر، وكذلك محاولات تصنيع تحركات ترفع بعض الشعارات الجاذبة لمساومة مصر على دورها الذي ينتظرها مع وصول الحروب التي اجتاحت المنطقة إلى طريق مسدود.
ـ رفع سقف أداء الدولة المصرية في التعامل مع الملفات الكبرى هو المطلوب، وهذا لا يتحقق بتبنّي لغة العداء للحكم ورموزه، وهو النمط الذي ساد الربيع العربي وثبتت عدميته وعبثيته في كلّ بلدان المنطقة، بل المطلوب التأكيد على التمسك بمكانة مصر ودورها وتشجيع الحكم والشارع على مبادرات إيجابية متبادلة، يكون عنوانها مطلبي لا عدائي، لرفع سوية الاهتمام بالقضايا الاجتماعية ولمزيد من التقدّم نحو حمل مسؤولية الدور القومي الذي تحتاجه مصر ويحتاجها.
أحدث التعليقات